نشرت صحيفة لا بريس تعليقا لماري أندره بروفونشي ، أستاذة تعليم اللغة الفرنسية للبالغين ، حول الإجراءات الأخيرة التي أعلنتها حكومة مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الفرنسية لاستقبال المهاجرين وتحديدا حول تفضيل من يتقن منهم اللغة الفرنسية ، فرأت أن وحدهم المهاجرين الفرنسيين أو الناطقين بالفرنسية سيتمكنون من الهجرة إلى كيبيك والاستقرار فيها .
لكن ثمة أمرا غير محسوب وغير متوقع يواجهه المهاجرون الناطقون بالفرنسية لدى وصولهم وهو الفارق أو الاختلاف الثقافي . وتشرح بروفونشي رأيها :
إن ثلاثين بالمئة من الواصلين الجدد من الدول المغاربية عاطلون عن العمل ، والنسبة 
أعلى في أوساط الأفارقة ، وهم ناطقون بالفرنسية . وعدد كبير من السبعين بالمئة العاملين منهم ، يعملون في ميادين مختلفة عن اختصاصاتهم . وأحد أسباب ارتفاع البطالة في أوساط المهاجرين الناطقين بالفرنسية ، هي أنهم لا يستفيدون من خدمات مراكز تعلم الفرنسية حيث يشكل المعلمون أدوات لاكتساب الثقافة الكيبيكية .
ذلك أن إتقان العادات والتقاليد والثقافة الكيبيكية ضروري للحصول على عمل . وتعلم الفرنسية في بيئة ثقافية مختلفة لا يضمن التمكن من إقامة علاقات متبادلة فعالة مع سائر الكيبيكيين .
وتتابع ماري أندره بروفونشي : فلنقارن مع المهاجر غير الفرنكوفوني : عندما يصل هذا المهاجر إلى أحد مراكز تعلم اللغة الفرنسية ، يشعر بصدمة ثقافية مفيدة إذ يكتشف مختلف جوانب الحياة الثقافية في كيبيك .
وبفضل هذا الوعي والإدراك ، ولأنه يسعى إلى التأقلم في مجتمعه الجديد لتحقيق أهدافه ، يبدأ بمراقبة معلميه وسائر المهاجرين في المركز ليكتشف سبل تكييف ثقافته مع ثقافة الآخرين ليكون مقبولا منهم .
وفي حين يستفيد المهاجر غير الناطق بالفرنسية من فترة التعلم تلك والتأقلم الثقافي ، يترك المهاجر الفرانكوفوني لنفسه ويقع في حلقة مفرغة : فبسبب عدم توفر تأقلمه الثقافي ، يجد صعوبة في إيجاد عمل ما ، ولأنه لا يجد عملا يلجأ إلى مواطني بلده الأصلي العاطلين مثله عن العمل ، وتؤدي مشاكلهم المشتركة إلى شعور بالغبن والمرارة .
وتخلص معلمة اللغة الفرنسية للبالغين ماري أندره بروفونشي إلى القول : كان الاعتقاد السائد أن التأقلم الإجتماعي يمر عبر العمل وإذ بنا نكتشف اليوم أن الحصول على عمل ما يتطلب مستوى معينا من التأقلم الاجتماعي .
EmoticonEmoticon
Note: Only a member of this blog may post a comment.